أخضر: دور التحول الرقمي في الحد من التغيرات المناخية

أصبح التحول الرقمي يلعب دورًا محورياً في أهم قضية يناقشها العالم، وهى أزمة المناخ، وكانت جائحة كورونا الانطلاقة التى دفعت العالم لهذا التوجه.

يُقصد بالتحول الرقمي استبدال الطرق التقليدية في أداء وتيسير عمل الشركات والدول إلى سُبل أكثر فعالية تعتمد على الرقمنة واستخدام التكنولوجيا.

يساهم التحول الرقمي في الحد من الانبعاثات الكربونية، بنسبة معقولة فى قطاعات مثل البناء والصناعات الثقيلة، والمجال الزراعي، كما يعمل على توفير الخدمات المالية للأفراد بالمنزل، لتقليل استخدام وسائل النقل التقليدية، والازدحام وبالتالي انخفاض الانبعاثات الكربونية.

ويعمل على توظيف التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي للحد من التغيرات المناخية، من خلال تحليل البيانات، والتنبؤ بالمخاطر المتوقع حدوثها واتخاذ خطوات استباقية للحد منها، بالإضافة إلى تقنيات متنوعة مثل تطوير تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والاستغناء عن أشياء غير مستدامة بيئياً، مثل صناعة لعب الأطفال.

يمكن كذلك خَلق منتجات أكثر استدامة للبيئة، عن طريق تضافر الجهود بين الحكومة وبين والقطاعات الخاصة، والجمع بين الشراكة التكنولوجيا والحكومة، من خلال منح الدولة الدعم المالي لتلك القطاعات لضخ منتجات صديقة للبيئة بأسعار ملائمة للمستهلك، وخاصة مع تواجد العديد من تلك القطاعات وتبنيها أفكار التحول إلى التكنولوجيا الخضراء، وسعيها بصفة دورية للبحث والتطوير لإيجاد طرق غير تقليدية للحد من استهلاك الأجهزة الإلكترونية للكهرباء، والحد من الانبعاثات الكربونية.

ومن هذا المنطلق، يجب على مؤسسات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام تعزيز الوعي للمواطن في رؤية المنتجات الأكثر استدامة واستخدامها، ويأتي ذلك من خلال طرح البرامج المختلفة، ونشر الثقافة التعليمية، وإدخالها ضمن المنظومة التعليمية، لخلق جيل جديد قادر على فهم الاستدامة البيئية.

وبالرغم من دور التحول الرقمي الكبير، الذى يلعبه للحد من التغيرات المناخية، يمكن القول أن هناك بعض التحديات القائمة، التى لا تزال تحتاج إلى وقت، من أجل التحول الكامل، أحد أبرزها: مراكز البيانات الضخمة والحواسيب الكبيرة، التى تحتاج إلى خوادم لإمدادها بالطاقة بصفة مستمرة؛ وتوافر تلك الطاقة في صورة نظيفة أمراً صعباً، وخاصة مع ارتفاع التكلفة.