قطوف: حسن عباس زكي المصري الذى أسهم في بناء اقتصاد الإمارات

حسن عباس ذكي اقتصادى مصرى، شغل منصب وزير الاقتصاد فى مرحلة صعبة للاقتصاد المصرى إبان تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى، كما أسهم فى بناء دولة الإمارات اقتصاديًا فى سبعينيات القرن العشرين، وأسس ورأس العديد من الكيانات الاقتصادية، وهو شيخ الطريقة الشاذلية وعضو مجمع البحوث الإسلامية.

ولد «زكي» عام 1917 في مدينة بورسعيد عن أسرة عريقة، وهو ينتسب للإمام الرفاعي من جهة والدته التى تنتسب إلى أسرة الصياد الرفاعي بمصر.

بدأ رحلته التعليمية بحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم فى سن الرابعة من عمره ، ثم إلتحق بالجمعية الخيرية الإسلامية، حيث قضى فيها المرحلة الابتدائية، ثم إلتحق فى المرحلة الثانوية بالمدرسة التوفيقية بالقاهرة ، وأتم دراسته الجامعية بكلية التجارة شعبة اقتصاد جامعة فؤاد الاول "القاهرة حاليًا".

تقلد حسن عباس زكى عددًا من المناصب الرسمية فكان، سكرتيرًا تجاريًا بسفارة مصر في واشنطن سنة 1952، ورئيسًا للجنة المفاوضات مع الإنجليز لتحرير الأرصدة المصرية بعد حرب 1956، وعين عضوًا فى وفد مصر بهيئة الأمم المتحدة سنة 1957، وفى العام نفسه انتخب عضوا بمجلس الأمة حتى 1970.

كما مثل مصر فى المؤتمر الدولى للإتحادات البرلمانية، ثم اختير وزيرًا للخزانة والتموين والاقتصاد من 1958 - 1962، ثم وزيرًا للاقتصاد والتجارة الخارجية من 1965- 1971.

وإستعانت به دولة الإمارات ليكون مستشارًا لرئيس دولة الإمارات العربية ونائبًا لرئيس صندوق أبو ظبى للإنماء الإقتصادى العربى خلال الفترة من 1972 وحتى 1985، كما كان مستشارًا لرئيس جمهورية السودان.

وخلال رحلة حياته تمكن «زكي» من تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها نجاحه في الإفراج عن أرصدة مصر الإسترلينية عام 1959، التى بلغت حينها حوالي 90 مليون جنيه، كما قام بتوفير الأعتمادات اللازمة لبدء الإرسال التليفزيوني في 21 يوليو 1960.

ونجح أيضًا في إقناع الرئيس عبد الناصر بإلغاء الفائدة على المزارعين في بنك التسليف الزراعي، بهدف تخفيف وطأة الفائدة على الفلاحين، وقد تم ذلك فعلًا في 22 يوليو 1961.

وشارك في العديد من اللجان والهيئات الدولية والعربية منها رئيس لجنة المفاوضات مع الإنجليز عقب 1956؛ لتحرير أرصدة مصر لدى بريطانيا، ورئيس لجنة الخطة والميزانية بمجلس الشعب، ورئيس لجنة الصناديق العربية.

وقضي حسن عباس زكي حياته في البحث عن المعرفة، فترك مكتبه بها 20 ألف كتابًا ووهب حياته للبحث عن المعرفة فكون المركز العالمي للتوثيق والدراسات والتربية الإسلامية ليضم صالات إطلاع ويمثل منتدى فكري.

ونال العديد من الأوسمة تقديرًا لجهوده البارزة، أبرزها وسام جمهورية مصر العربية من الدرجة الأولى، وسام النيلين (السودان) من الدرجة الأولى، وسام يوغسلافيا الثالث، وسام الكونغو فارس، وسام رومانيا ، وسام اليونان وسام الصومال.

رحل الاقتصادي البارع حسن عباس زكي عن عالمنا عام 2014، عن عمر ناهز الـ97 عامًا.