أخضر: مع بدأ العد التنازلي لإنعقاد «COP28»..أين وصلت المعركة ضد تغير المناخ؟
ياسمين السيد
أيامًا قليلة تفصلنا عن بدأ الحدث المناخي الأكبر عالميًا، الذى ستستضيفه هذا العام دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف المعني بتغير المناخ «COP28»، فأين وصلت المعركة ضد المناخ حتى الآن؟
كشف تقرير جديد عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الإجراءات المتخذة حاليًا من قبل دول العالم لا تكفي لإيقاف تزايد متوسط درجات الحرارة العالمية عند مستوي 1.5 درجة خلال القرن الحالي، مضيفًا أنه أصبح من المتوقع يومًا بعد يوم أن ينتهي هذا القرن بارتفاع قدره 2.9 درجة مئوية.
ويأتي ذلك في أعقاب اختبار العالم كله تسارعًا مثيرا للقلق في عدد وسرعة وحجم الأرقام القياسية المناخية المكسورة، هو ما لمسناه بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، حيث تم تسجيل 86 يومًا بدرجات حرارة تجاوزت 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، فيما كان سبتمبر هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق.
كما كانت ارتفاعات درجة الحرارة تلك مصحوبة بأحداث متطرفة مدمرة، وهو ما يُنذر بالشؤم علي كوكبنا، حيث حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أنها مجرد بداية وديعة لكارثة مستقبلية أكبر
وأوضح التقرير، أن معتقدات الشخص البسيط تجاه ارتفاع درجات الحرارة ليست كما يعتقد، حيث قد يظن أن ارتفاع درجات الحرارة عن المتوسط بمقدار 2.9 درجة مئوية، يعني أن تصبح درجة الحرارة في الصيف نحو 38 درجة بعد أن كان معدلها 35، لكن ذلك خاطئ تماما، فارتفاع متوسط درجات الحرارة سيتسبب في اختلال كامل بالنظام المناخي والبيئي.
وعلى سبيل المثال، سيتسبب ذلك في تضاعف معدلات وشدة وطول الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات والعواصف وحرائق الغابات، وسيبلغ ارتفاع مستوى سطح البحر في كل العالم ما يصل إلى متر واحد بحلول نهاية القرن مما يهدد المدن الساحلية.
بالإضافة إلى ما سبق، ستفقد الأرض ما يصل إلى 40% من غابات الأمازون المطيرة، وهو ما سيؤدي إلى حبس المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤثر على كافة أشكال الحياة من الشعاب المرجانية ومصايد الأسماء ووصولا إلى ما نأكله من أرز وقمح.
ليس هذا فحسب، فالأسوأ أن هناك نقاط تحول لو تجاوزها العالم ستؤدي إلى تغيرات كارثية لا رجعة فيها في النظام المناخي، كذوبان الصفائح الجليدية في جرينلاند والقطب الجنوبي، واضطراب تيارات الماء في المحيطات.
وأشار التقرير إلى أرقام كارثية، حيث أوضح أن انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية ارتفعت بنسبة 1.2% من عام 2021 إلى عام 2022 لتصل إلى رقم قياسي جديد قدره 57.4 غيغاطنا من ثاني أكسيد الكربون.
ومن المتوقع أن تزيد انبعاثات الغازات الدفيئة في عام 2030 بنسبة 16%، رغم أنه بالنسبة لمسار اتفاق باريس عام 2015 كان من المفترض خفض نفث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 42% بالنسبة لمسار الحفاظ على خفض درجات الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية.
كما أوضح أنه لا يزال من الممكن إيقاف حد ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمعدل 1.5 درجة، لكن الأمر يتطلب اقتلاع الجذر الرئيسي لأزمة المناخ، وهو الوقود الأحفوري.
وفي الختام، دعا دول لتسريع التحولات التنموية ناحية نمط اقتصاد منخفض الكربون، كما أوضح أنه سيتعين على البلدان التى تتسبب بقدر أكبر من الانبعاثات أن تتخذ إجراءات أكبر وأن تدعم الدول النامية في سعيها لتجنب كوارث مناخية لم تتسبب بها.