قطوف: إرفينغ فيشر أحد مؤسسي الاقتصاد القياسي

يعتبر إرفينغ فيشر واحداً من أبرز علماء الاقتصاد والإحصاء الأمريكيين في عصره، ومن أوائل رواد المدرسة الكلاسيكية الحديثة ممن ساهمو في توضيح مفاهيم أضافت لعلم الاقتصاد حتى الوقت الراهن.

ولد «فيشر» عام 1867 بمدينة سوغريتز في أمريكا وتلقى تعليمه الجامعي بجامعة يل وأصبح متخصصاً في مجالي الاقتصاد والرياضيات، كما قام بدراسة الفلسفة وعلم الفلك أيضاً.

حصل العالم الاقتصادي إرفينغ فيشر على الدكتوراه من جامعة بيل عام 1891، وبدأ تدريس الرياضيات في الجامعة ذاتها ولم يمكث طويلاً حتى حَاضر بقسم الاقتصاد عام 1895 واستمر بمزاولة التدريس مُوظفاً خبرته الكبيرة في الرياضيات، حتى أصبح من ضمن مؤسسي الاقتصاد القياسي.

عُرف إرفينغ بنظرياته المشهورة في علم الاقتصاد، وخاصة في مجال النقود، وكانت من أبرزها النظرية الكمية للنقود، وهى نظرية تفسر العلاقة بين كمية النقود وبين المستوى العام للأسعار وتؤكد على وجود علاقة تناسبية بين كمية النقود و مستوى الأسعار.

وقام أصحاب المذهب النقدي بتوظيف تلك النظرية، من أجل تحذير الحكومات من الإفراط في اتباع السياسة النقدية وضخ المزيد من النقود في الاقتصاد، لأن ذلك وفقا لتوقعاتهم يعمل على ظهور التضخم.

وطرح معادلته، التى تفسر أن التغيرات التي تطرأ فى الأسعار نتيجة تغيرات حجم النقود، وهذا يوضح أن العلاقة بين حجم النقود المتداولة ومستوى الأسعار إيجابياً بمعنى كلما ارتفعت كمية النقود صعدت الأسعار وعلى النقيض من ذلك.

شَغل فيشر بعض المناصب خلال فترة حياته، مثل رئاسة بعض الجمعيات الجمعية الاقتصادية الأميركية وجمعية الاقتصاد القياسي، كما عُين مستشارًا اقتصاديًا للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، بعد أزمة الكساد العظيم.

لم يقتصر دور فيشر على الاهتمام بالنظرية الاقتصادية بل كانت له مساهمات جيدة في مجال الإحصاء، كان من أشهرها مؤشر فيشر للأسعار.

ترك «فيشر» العديد من المؤلفات والمقالات في مجالي الاقتصاد والإحصاء، التى أضافت قيمة للاقتصاد مثل كتاب «القوة الشرائية للنقود»، واستقصاء رياضي في نظرية القيمة والأسعار، و«طبيعة رأس المال والدخل»، وكذلك كتاب صياغة الأرقام الاستدلالية، رحل إرفينغ فيشر عن العالم عام 1947 بمدينة نيوهيفن في الولايات المتحدة، عن عمر ناهز 80 عامًا.