البلاستيك.. كوارث بيئية تبدأ من عند الإنسان و«التمويل الأخضر» بداية الحل

لسنا فى الكون وحدنا، عبارة تلخص العديد من الكلمات، فهل لك أن تتخيل أنه مجرد إلقاءك لكيس من البلاستيك قد يودي بحياة كائن حي آخر، أو أنه قد يتسبب فى العديد من الكوارث البيئية التى يشهدها العالم كإعصار ساندي فى الولايات المتحدة، وذوبان الأنهار الجليدية فى القارة القطبية الجنوبية وموجات الحر القاتل في فصل الصيف؟!

هل لك أن تتخيل أن مجرد فعل بسيط كهذا من منظورك قد يساهم وبقوة في أزمة مناخ عالمية؟!، حيث تقتل النفايات البلاستيكية ما يصل إلى مليون طائر بحري و100 ألف من ثاديات البحر والسلاحف البحرية والأسماك في السنة الواحدة.

وتشير الدراسات العالمية أن الإستهلاك العالمي من البلاستيك يتجاوز 365 مليون طن سنوياً، ونحو 91% من هذا الاستهلاك لا يتم إعادة تدويره، ويتحول إلى المحيطات، والأراضي الزراعية، والحرق للتخلص منه، الأمر الذي يلحق أضراراً بالغة للكائنات البحرية، وجودة الانتاج الزراعي وحجمه، وصحة حياة الإنسان الذي يستنشق هواءاً ملوثاً بصفة شبه مستمرة.

ويعد التحول للبحث عن بدائل للبلاستيك أحد أهم محاور خطة مقاومة التغيرات المناخية على مستوى العالم، ويوجد الكثير من البدائل للبلاستيك، التى تحمينا وتحمي البيئة أجمع من هذه المخاطر الكارثية، كاستخدام الأكياس القابلة للتحلل، والأكياس متعددة الاستخدام، والأكياس الورقية، والأكياس غير المنسوجة.

وهنا يجب أن تلعب البنوك في مصر والعالم دوراً محورياً في مقاومة انتشار البلاستيك، وتحفيز التحول الصناعي من البلاستيك إلى بدائله الاستهلاكية المتوافقة مع البيئة، وفي هذا الإطار يمكن أن تعلن البنوك عن حوافز تمويلية من حيث شروط التمويل للشركات التي تقوم بانتاج بدائل جيدة بيئياً للبلاستيك، ويمكن أن تقوم البنوك كذلك بعمل دراسات حول البدائل الاستهلاكية للبلاستيك وكيف يتم توطينها صناعياً في مصر، وتفتح الباب أمام المستثمرين والشباب للدخول إلى هذه المجالات عن طريق دعمهم فنياً وتمويلياً.

وفي هذا الإطار أصدر البنك المركزي المصري، تعليمات حديثة مُلزمة للبنوك تتضمن؛ إنشاء إدارة مستقلة للاستدامة والتمويل المُستدام بكل بنك، فضلاً عن إلزام البنوك بإدراج سياسات وإجراءات تنفيذية خاصة بالتمويل المُستدام ضمن السياسات الائتمانية والاستثمارية للبنك، بالإضافة إلى الاستعانة باستشاري بيئي لتقييم مشاريع الشركات الكبرى المُزمع تمويلها من المنظور البيئي، وأخيرًا إعداد تقارير دورية في هذا الشأن.