تعاني البلاد الإفريقية من الآثار السلبية التى تحدثها التغيرات المناخية والتى يأتى على رأسها موجات الجفاف والإج

الاحتباس الحراري,تغير المناخ,تأثير تغير المناخ,القارة السمراء,الآثار السلبية,إنتاج المحاصيل الزراعية,درجة حرارة المناخ العالمي



أخضر: كيف يؤثر تغير المناخ على القارة السمراء؟

FirstBank

تعاني البلاد الإفريقية من الآثار السلبية التى تُحدثها التغيرات المناخية والتى يأتى على رأسها موجات الجفاف والإجهاد الغذائي والمائي والتهديدات المصاحبة لارتفاع منسوب سطح البحر.

وذلك على الرغم من أن نصيبها من الانبعاثات الكربونية العالمية لا يتجاوز الـ 3.5%، في حين أن الدول الكبرى تسهم بإنتاج الجزء الأكبر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب التغير المناخي.

كما تواجه القارة السمراء مخاطر كبرى على اقتصاداتها واستثماراتها في البنية التحتية وأنظمة المياه والغذاء والصحة العامة والزراعة وسبل العيش، بسبب التغير المناخي، فهى تضم 17 من أصل 20 بلداً هي الأكثر عرضة للتهديدات المناخية حول العالم.

ويؤثر التغير المناخي بالفعل فيما بين 2 و9% من الميزانيات المحلية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وهو ما يجعلها مهددة بالهبوط أكثر فأكثر إلى مستويات قياسية من الفقر المدقع، كما يغذى النزوح والهجرة، ويزيد من خطر الصراع على الموارد المتضائلة.

كما تسارع معدل ارتفاع درجات الحرارة في القارة السمراء في العقود الأخيرة مع تزايد حدة المخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ، حيث تأثر أكثر من 110 ملايين شخص بشكل مباشر بالمخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه في عام 2022، وهو ما أدى إلى أضرار اقتصادية تزيد قيمتها عن 8.5 مليارات دولار، وأكثر من 5000 حالة وفاة، منها 48% مرتبطة بالجفاف و43% مرتبطة بالفيضانات، وذلك وفقًا لأحدث تقارير حالة المناخ في إفريقيا.

وبالنظر إلى التعرض الكبير لإفريقيا وهشاشتها وانخفاض قدرتها على التكيف؛ فمن المتوقع أن تكون آثار تغير المناخ أكثر حدة على العديد من القطاعات وبالأخص الزراعة والأمن الغذائي والمائي.

وتشكل الزراعة ركيزة أساسية من ركائز الاقتصادات في أفريقيا، كما تعتبر من أهم وسائل سبل العيش في القارة السمراء، فهي تدعم أكثر من 55% من الأيدي العاملة، لكن نمو إنتاجيتها انخفض بنسبة 34% منذ عام 1961 كنتيجة لأزمة التغير المناخي، والجدير بالذكر أن هذا الانخفاض هو الأعلى قياساً مقارنةً بالمناطق الأخرى من العالم.

وتشير النتائج أن القادم في القارة السمراء أسوأ بكثير مما تشهده الآن، حيث ستعاني من خسائر اقتصادية كبيرة بعد عام 2050 إذا لم يقتصر الاحتباس الحراري على أقل من درجتين مئويتين، وبالأخص في غرب وشرق القارة، وذلك وفقًا لدراسة جديدة أجراها مركز التنمية العالمية.

ووفقًا للدراسة، فإن إنتاج المحاصيل الزراعية في إفريقيا سيتراجع بنسبة 2.9% في عام 2030 وبنسبة 18% بحلول عام 2050، وذلك في حالة استمرار أزمة التغير الحالي في نفس اتجاهها الحالي.

كما سيتسبب بخسارة إيرادات المحاصيل بنسبة 30% تقريباً، وهو ما يهدد نحو 200 مليون شخص بمجاعة شديدة، وزيادة معدلات الفقر في القارة وارتفاع الأسعار.

كما أنه من المتوقع بحلول منتصف القرن أن ينخفض إنتاج القمح بنسبة 17%، وإنتاج الذرة بنسبة 5%، وإنتاج الذرة الرفيعة بنسبة 15%، وإنتاج الدخن بنسبة 10%، وبالإضافة إلى ذلك، إذا تجاوز متوسط ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي 3 درجات مئوية، فإن جميع مناطق زراعة الذرة والدخن والذرة الرفيعة الحالية ستكون غير مناسبة لهذه المحاصيل، وذلك وفقًا لتقرير فجوة التكيف في أفريقيا الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

أما عن مستقبل الأمن المائي في القارة السمراء، فمن المتوقع أن يُعاني 6.13 مليار شخص في القارة من انعدام الأمن المائي وانعدام الأمن المائي الشديد حول العالم، ويشمل ذلك 1.34 مليار أفريقي، أي إجمالي سكان إفريقيا، وذلك وفقًا لتقييم الأمن المائي العالمي لعام 2023 الصادر عن معهد جامعة الأمم المتحدة للبيئة المائية والصحة.